بغض النظر عن سعي العديد من الدول لإيجاد بدائل للنفط فإن الحقيقة الثابتة هي أنه لا يزال عصب الاقتصادات في تلك الدول وسيظل كذلك ربما لعقود قادمة، ومن ثم فإن تأمين ذلك المورد الحيوي أمر يهم المنتجين والمستهلكين على حد سواء، بل إن الدول الكبرى لطالما جعلت من تعطل إمدادات النفط لها خطًّا أحمر وهو ما تجلى في سابقتين تاريخيتين الأولى: خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات عندما قامت إيران باستهداف ناقلات النفط الخليجية، الأمر الذي حدا بتلك الناقلات برفع علم الولايات المتحدة من أجل حمايتها حيث تمكنت إدارة الرئيس ريجان من تأسيس ائتلاف لذلك الهدف وتمكنت الدول الحليفة من أسر بعض السفن الإيرانية التي كانت تقوم بزرع ألغام مضادة في مياه الخليج العربي، والثانية: في عام 1991 عندما قادت الولايات المتحدة تحالفًا دوليا لتحرير دولة الكويت وإجهاض مساعي النظام العراقي للسيطرة على نفط الكويت وتهديد الدول الخليجية الأخرى.