في العاشر من أكتوبر 2018 شهدت هولندا تدريبًا مشتركًا لوحدات الشرطة الخاصة في الدول الأوروبية من أجل مكافحة الإرهاب، وبالرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الدول الأوروبية تدريبات وتعاونًا مشتركًا لمواجهة الإرهاب، فإن ما يلفت الانتباه في ذلك التمرين أمور ثلاثة: الأول: أن هذا التمرين تم بين وحدات الشرطة الخاصة بالرغم من وجود جهاز آخر معني بمواجهة التهديدات الأمنية التي تواجهها الدول الأوروبية وهو «اليوروبول» ما يعني أن ثمة إدراكا من المسؤولين الأمنيين في تلك الدول لتكامل الجهود بين الإطار العام للاتحاد الأوروبي والوحدات المحلية في كل دولة أوروبية على حدة وخاصة أن ذلك التمرين جاء في أعقاب توقيع اتفاقية بين «اليوروبول» ووحدات الشرطة الخاصة في كل دولة أوروبية، تلك الاتفاقية التي وصفها هربرت كيكل وزير الداخلية النمساوي بأنها «إعلان حرب على الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة»، والثاني: ما تضمنته تلك التدريبات من سيناريوهات لمواجهات استباقية لعمليات إرهابية محتملة تتمثل في احتمال وقوع هجمات إرهابية في سبعة أماكن مختلفة في الدول الأوروبية وهي اختطاف رهائن خلال حفل موسيقي في سلوفاكيا واختطاف عبارة في بحر البلطيق، وانفجار قنبلة في مترو الأنفاق في العاصمة البولندية وارسو ما يعني شمول تلك التدريبات المرافق الحيوية للدول، فضلاً عن مواجهة سيناريوهات خاصة بالإرهاب البحري، والثالث: تأكيد رئيس شبكة وحدات الشرطة الخاصة الأوروبية والتي لديها مكتب تمثيلي داخل جهاز الشرطة الأوروبية المشترك أن تلك التدريبات لا يتعين أن تقتصر على النطاق الأوروبي فحسب بل يجب الاستفادة من تجارب الدول الأخرى.