في تصريح مثير للجدل قال الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» عشية توجهه لحضور قمة حلف الناتو التي انعقدت في بروكسيل يومي الحادي والثاني عشر من يوليو الجاري «إن لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي قد يكون أسهل من قمة الأطلسي»، وواقع الأمر لم تكن تلك كلمات عابرة، إنما عكست عمق الأزمة التي تزداد حدتها بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين في حلف الناتو، وربما أن ظاهرها هو مسألة الإنفاق الدفاعي الذي لطالما طالبت الولايات المتحدة شركاءها في الحلف بالالتزام بتخصيص 2% من الناتج القومي للإنفاق الدفاعي، إذ لا تزال حوالي 15 دولة من دول الحلف تخصص أقل من 1.4% لتلك النفقات، وفي الوقت الذي يبلغ فيه إجمالي الإنفاق على الدفاع لدول الناتو 1013 مليار دولار فإن الولايات المتحدة تسهم وحدها بحوالي 706.1 مليارات دولار من تلك النفقات، وقد طالب الرئيس ترامب خلال القمة دول الحلف ليس فقط بالالتزام بنسبة الـ2% بل زيادتها لتكون 4%، إلا أن ذلك الخلاف ليس سوى قمة جبل الجليد، الذي يتركز على خلافات عديدة ابتداءً بالخلاف الأمريكي-الأوروبي حول قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران ومروراً بسعي الدول الأوروبية لتأسيس جبهة موحدة ضد السياسات التجارية الأمريكية الجديدة وانتهاءً بالخلاف الأمريكي-الأوروبي بشأن العلاقات مع روسيا، وهو الأمر الذي أشار إليه الرئيس ترامب صراحة قبيل حضوره قمة الحلف بأنه في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بدفع مليارات الدولارات للدفاع عن حلفائها الأوروبيين فإن هؤلاء يقومون بدفع المليارات جرّاء التعاون مع روسيا في مشروعات تتعلق بالطاقة.