دشن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» اليوم في احتفال كبير أقيم في إحدى قاعات فندق “الريجنسي” كتابه الجديد “العدوان القطري على الديبل عام 1986″، وذلك بحضور نخبة فكرية وبحثية وإعلامية متميزة، وعدد من أعضاء وباحثي المركز.
ورحب سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز “دراسات” بالحضور، معربا عن سعادته بأن يكون حفل التدشين الأول للكتاب من مملكة البحرين، موطن الثقافة، وموئل المعرفة، والتي قدمت ومازالت تضحيات كثيرة وغالية، في مقدمتها الشهداء الأبرار، وفاءً للمبادئ السامية، والقيم النبيلة.
وأوضح الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن الكتاب هو وثيقة تاريخية وشهادة أمينة، يتناول من خلال السرد والوثائق والصور، تفاصيل أحداث العدوان القطري المسلح على ضحال الديبل في إعتداء سافر ومؤلم على سيادة دولة جارة ومسالمة، لم يراع أية اعتبارات لما يربط بين الشعبين من مقومات مشتركة، ويتنافي كذلك مع الأخلاق العربية، والقيم الإنسانية، والأعراف الدولية.
وأشار رئيس مجلس الأمناء إلى أن الكتاب يتضمن أيضًا تاريخ السيادة البحرينية على الديبل، وكيف اختارت حكومة البحرين إتباع الحكمة وموقف ضبط النفس، ودور وساطة المملكة العربية السعودية الشقيقة لإنهاء العدوان، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المراوغة القطرية، والإصرار على وضع العراقيل، مما تسبب في إطالة أمد الأزمة.
وقال الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة: إنه خلال الشهر الجاري تمر الذكرى الثانية والثلاثين للعدوان القطري الغاشم على الديبل، وهذا الكتاب يهدف إلى توثيق هذا الاعتداء كجزء من سلسلة متصلة الحلقات من الممارسات غير المسؤولة للنظام القطري، وتجاوزاته غير المقبولة بحق جيرانه، وأمن الخليج، وثوابت الأمة.
وأضاف: استمر التورط القطري في شؤون مملكة البحرين بطرق ووسائل عديدة من اعتداءات مرفوضة على السيادة، ومحاولة التأثير على النسيج الوطني، ودعم جماعات الإرهاب بالقرائن المؤكدة. وفي المقابل تؤكد مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، يوما بعد آخر، نجاحها الداخلي بإصلاحات شاملة ومكتسبات نوعية، وحضورها الدولي كدولة مسؤولة محبة للسلام، ووضعت قاعدة مفادها أن مكانة الدول لا تتحدد بناء على ثروات طبيعية أو إعلام موجه، وإنما رسخت المملكة مكانتها المتقدمة بين الأمم الحرة، بمواقف ثابتة وحكيمة، وإنجازات متواصلة، ومبادرات كبيرة.
وأكد رئيس مجلس الأمناء أن ما تنعم به مملكة البحرين من حريات وإنفتاح في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وبدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، إنعكس على تطوير آفاق النشاط البحثي والأكاديمي، وتهيئة كل السبل للإرتقاء بدوره في عملية صنع القرار.
وشدد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة على أن مركز «دراسات» لن يتواني في أداء رسالته التي يقع من ضمن أهدافها تعزيز الحوار والاستقرار الإقليمي، وأن يمضى قدمًا في تقديم الإضافات والإصدارات البحثية الرصينة، لتنمية الوعي المستنير، وتعزيز جهود التنمية المستدامة، والشراكة المجتمعية، وصناعة المستقبل. معربا في هذا الصدد عن اعتزازه بأن يتمكن المركز في وقت قياسي من بدء عملية التطوير، من أن يأتي ضمن أفضل خمسة مراكز للبحوث والدراسات على المستوى العربي لعام 2017 بحسب تصنيف أكاديمي رفيع المستوى.
وتوجه سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز “دراسات” بالشكر والتحية لكل جهد ساهم في صدور هذا الكتاب القيم، ليكون مرجعا لجزء من تاريخ البحرين المعاصر والمنطقة، من منطلق أهمية توثيق هذا الحدث، باعتبار أن مجرياته وتداعياته، تعد محركا أساسيا، لفهم سير وطبيعة التفاعلات التي تشكل واقع اليوم وملامح الغد.