كثيرة هي النتائج التي ترتبها الأزمات والتي تتجاوز أطرافها على المستوى المحلي ومن بين تلك النتائج دخول أطراف إقليمية ودولية ضمن دائرة التفاعلات في تلك الأزمات، إلا أن الأزمة السورية لم تكن كذلك وحسب بل إنها أضحت مرتبطة بشكل وثيق بمصالح تلك الأطراف الإقليمية والدولية بما يعني أنها مرتهنة بدوائر ثلاث متداخلة محلية وإقليمية ودولية، وبعيدًا عن تحديد اللاعبين في تلك الأزمة – وهم كثر- ولا يتسع المجال للحديث عنهم ضمن هذا المقال تبرز العلاقات الروسية –الإيرانية والتي أضحت عنوانًا يوميا لوسائل الإعلام سواء أكانت تلك العلاقات تشهد توافقات أم تباينات حول الملف السوري وتأثير ذلك على مسار العلاقات بين الجانبين عمومًا، الأمر الذي يثير تساؤلاً مفاده هل أدت الأزمة السورية إلى حدوث ما يسمى «تقارب الضرورة» بين الدولتين أم أنها كانت مقدمة لشراكة استراتيجية بعيدة المدى؟
الدكتور أشرف كشك
مدير الدِراسات الاستراتيجية والدولية