كغيرها من القوى الدولية أولت الصين منطقة الخليج العربي أهمية بالغة بالنظر إلى أهميتها الاستراتيجية بالنسبة للصين، إلا أنه على الرغم من كونها إحدى القوى الدولية المهمة باعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، فضلاً عن تنامي اقتصادها بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير مما أضحى ينافس اقتصادات الدول الغربية، بالإضافة إلى اهتمامها بتطوير قدراتها العسكرية التقليدية عامة والبحرية على نحو خاص وامتلاكها مقومات أخرى للقوة ومنها الثقافية فإن الصين لم تستطع ترجمة تلك المقومات إلى نفوذ دولي وإقليمي، وتقدم السياسة الصينية تجاه منطقة الخليج العربي نموذجاً على ذلك، بل أن السياسة الصينية تجاه تلك المنطقة تعكس وبوضوح المعضلة الحقيقية لتلك السياسة التي تتمثل في محاولة الصين إيجاد نقطة توازن في سياستها الخارجية بين المبادئ والمصالح، ومن ثم دائماً ما يتم تصنيف تلك السياسة ضمن “المناطق الرمادية” وربما تكون هذه السياسة ملائمة لبعض القضايا إلا أنها قد لا تتناسب مع حالة دول مجلس التعاون وإيران في ظل وجود العديد من القضايا الخلافية فيما بينهما