التاريخ: 28 أبريل 2020

صدر عن مركز “دراسات” تقرير بعنوان “نظرة عامة: استخدام التكنولوجيا في أزمة فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد 19) للدكتورة فاطمة السبيعي يسلط الضوء على كيفية توظيف التكنولوجيا في مواجهة تفشّي فيروس كورونا في الدول، وتقييم مدى فاعليتها في تحسين الأوضاع أثناء الأزمة، كما يحلل انعكاس استخدامها على التوجّهات المستقبلية للحكومات والشركات التكنولوجية في مجال الصحة والتجارة الإلكترونية وسياسات العمل.

  وبين التقرير أن مجموعة من الدول التي تمتلك إمكاناتٍ تكنولوجية، ولديها بنية تحتية متطورة من شبكات الاتصال والمعلومات، قد استخدمت أنظمةً ذكيةً وتكنولوجيا متطورة بشكلٍ متفاوت في تنفيذ بعض الإجراءات التي اتخذتها لمكافحة انتشار فيروس كورونا على المستوى الداخلي، مثل الصين واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية، وتايوان وفرنسا، ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين .

واستعرض التقرير ابرز أوجه توظيف الذكاء الاصطناعي  في مواجهة خطر كورونا فقد ساعدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إيجاد حلولٍ أكثر كفاءةٍ وفاعليةٍ للتعامل مع أزمة فيروس كورونا، وذلك من خلال تسهيلها وتسريعها لعملية تنفيذ بعض الاجراءات التي اتخذتها الدول، كالمراقبة وفحص الحرارة عن بُعد، وتتبّع انتشار الفيروس وتعقيم المساحات، والتعامل مع المصابين وتوصيل المعدات الطبية، ومساعدة الباحثين أيضاً في تسريع البحث وإيجاد عقارٍ ضده. كذلك ساعدت الطباعة ثلاثية الأبعاد جزئياً في حل مشكلة نقص بعض المعدات الطبية التي عانت منها بعض المستشفيات في دولٍ معيّنةٍ أثناء الأزمة.

  وأشارت التقرير إلى أن سوق التجارة الإلكترونية العالمية قد شهد انتعاشاً، خلال تداعيات تفشي فيروس كورونا حيث أفضت الإجراءات الصحية التي اتخذتها العديد من الدول لمواجهة الأزمة إلى تحوّل المستهلكين للشراء عبر الإنترنت، وبالتالي زيادة المبيعات في المنصات التجارية العالمية، وزيادة الطلب على الخدمات الإلكترونية، كالإنترنت المنزلي والبث الترفيهي للأفلام والمسلسلات على مستوى العالم، وكلما طالت مدة إغلاق المحلات التجارية وتزايد المكوث بالمنازل، زادت فرص تحقيق المبيعات من هذه الخدمات وارتفاع أسهم شركاتها و من المُتوقَّع تحقيق نموٍّ قويٍّ في حجم التجارة الإلكترونية العالمية مع نهاية عام 2020م، مع تزايد حجم المبيعات العالمية عبر الإنترنت، كونها آمنة ضد انتشار الفيروس إذا ما لم يَثْبُتْ عكس ذلك أو يتم تقييد نشاط منصّات التجارة العالمية استجابةً لتطوّراتٍ طارئةٍ في مواجهة الفيروس .

 ويتوقع التقرير مع  التحول للعمل عن بعد مع تفشي فيروس كورونا ان يترك ذلك انعكاسات على أنظمة وسياسات العمل بعد كورونا منها إعادة النظر بصورةٍ جديةٍ في أنظمة وسياسات العمل، بحيث يتحول تركيزها أكثر على مستوى الإنتاجية وجودة المُخرجات، ويتم توظيف التكنولوجيا لتفعيل وتنظيم قوانين العمل عن بُعد، الأمر الذي يمنح العاملين مرونةً أكبر في ظروف العمل، وينعكس إيجاباً على التوازن بين الحياة والعمل وتقبل أساليب العمل عن بُعد، وتحديداً في مجال التعليم المدرسي والجامعي، والتدريب والاستشارة العلاجية عن بُعد، ما سيمكّنها من لعب دورٍ تكميليٍّ ومساعدٍ في تقليل حجم الإنفاق على بعض الخدمات المتعلقة بهذه المجالات.

التغطية الإعلامية