التاريخ: 27 ديسمبر 2020
أصدر مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة العدد الثاني عشر من دوريته البحثية المتخصصة “دراسات”، والتي تتناول بالتحليل القضايا الأمنية والدفاعية والاقتصادية من منظور استراتيجي.
وفي افتتاحية العدد الجديد، التي جاءت بعنوان “مملكة البحرين.. استجابة فعالة لجائحة عالمية”، تناول سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء المركز ورئيس تحرير الدورية، تجربة مملكة البحرين في مواجهة جائحة كورونا، مشيراً إلى أن المملكة اتخذت منذ البدايات الأولى للجائحة خطوات استباقية لمواجهتها، بتوجيهات سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، حيث قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، بالإشراف على إعداد واعتماد خطة شاملة لمساعدة جميع المواطنين والمقيمين على قدم المساواة، شملت المرحلة الأولى منها إجراءات الوقاية والاستعداد، أما المرحلة الثانية فكانت الإعلان عن تشكيل الفريق الوطني للتصدي لهذه الجائحة، فضلاً عن التعاون بين الحكومة وقطاع الرعاية الصحية، وكذلك التعاون بين مختلف شرائح المجتمع، بالإضافة إلى رسائل وسم “فريق البحرين” عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، والتي كان لها أثر بالغ في تنمية الوعي المجتمعي بأبعاد هذه الجائحة وكيفية التعاون للتصدي لها.
هذا إلى جانب حملة “كن واعياً” التي تم إطلاقها عبر بوابة الحكومة الإلكترونية باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والهندية، وصدور توجيهات ملكية سامية بتوفير الفحص والعلاج المجاني للمصابين من المواطنين والمقيمين على حدٍّ سواء، كما أشار سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة في افتتاحية العدد إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في مواجهة هذه الجائحة، فضلاً عن العمل التطوعي المتميز في مملكة البحرين، والذي يؤكد توحد الشعب البحريني في مواجهة الشدائد، بالإضافة إلى القرارات الاقتصادية التي استهدفت تقديم الدعم للمواطنين للتخفيف من الآثار الاقتصادية المصاحبة للجائحة.
واختتم سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة الافتتاحية بالتأكيد على أن مملكة البحرين تعد صورة مصغرة من المجتمع الدولي، إذ تحتضن كل الثقافات والأجناس، ولديها القدرة على تقديم مساهمات ملهمة في هذا الشأن، من خلال مشاركة تجربتها ودرايتها بالتعامل مع هذه الأزمة.
جديرٌ بالذكر أن دورية “دراسات” قد خصصت هذا العدد بأكمله لتناول جائحة كورونا بالتحليل من زوايا مختلفة، حيث تضمن قسم الدراسات دراستين: الأولى قدمها الدكتور أشرف كشك، مدير برنامج الدراسات الاستراتيجية والدولية بالمركز، بعنوان “دول الخليج وإدارة أزمة كورونا”، وخلصت إلى أن دول الخليج قد انتهجت استراتيجية متكاملة ومتوازية على الصُّعُد الطبية والإعلامية، فضلاً عن دور التكنولوجيا والعمل التطوعي خلال هذه الأزمة، وما كانت تلك الاستراتيجيات لتؤتي ثمارها لولا دور النخب الخليجية في إدارة الأزمة، وهو ما أشارت إليه الدراسة بقدر من التفصيل.
أما الدراسة الثانية فقدمها الدكتور عمر العبيدلي، مدير إدارة البحوث والدراسات بالمركز، بعنوان “دول الخليج وإدارة التحديات الاقتصادية لأزمة كورونا”، وخلصت إلى أن أزمة كورونا كانت لها تداعيات على الاقتصادات الخليجية على المديين القريب والبعيد، مما تطلب اتخاذ سياسات نقدية ومالية متنوعة. وقد ارتكزت دول الخليج في هذه الإجراءات على ما تمتلكه من قدرات مالية، وكذلك على علاقاتها الدولية المتميزة، فضلاً عن الحفاظ على قيمة عملاتها ومعدلات الأداء الاقتصادي عموماً، وهو ما ارتكز على البنية التحتية القوية من ناحية، ووجود خطط اقتصادية تتسم بالشمول والمرونة من ناحية ثانية، وتتكامل الدراستان معاً لتقدمان تقييماً وتحليلاً لكيفية استجابة دول الخليج العربي لأزمة كورونا، مع إثارة تساؤلات استراتيجية بشأن متطلبات ما بعد الجائحة.
أما ملف العدد، فقد جاء بعنوان “الأبعاد الاستراتيجية لأزمة كورونا”، وشمل ثلاث دراسات: الأولى بعنوان “الجيوش ومواجهة التهديدات غير التقليدية: فيروس كورونا نموذجاً”، وقدمها الأستاذ الدكتور حسنين توفيق إبراهيم، وتضمنت تحليل جهود الجيوش في عدد من الدول في مواجهة هذه الأزمة، وأسباب استدعاء الجيوش خلالها، وتأثير ذلك على الأدوار المستقبلية للجيوش.
أما الدراسة الثانية فجاءت بعنوان “تأثير أزمة فيروس كورونا على مفهوم وآليات العمل الوطني للدول”، قدمتها الدكتورة نادية سعد الدين، وتضمنت تأثير أزمة كورونا على تغيّر مفهوم الأمن الوطني ذاته، وكذلك على العلاقة بين مستويات الأمن الثلاثة: الوطني والإقليمي والعالمي.
وجاءت الدراسة الثالثة بعنوان “أزمة كورونا والعالم: نقطة تحول في تطور العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية”، قدمتها الأستاذة الدكتورة سالي إسحاق خليفة، بالتعاون مع الدكتور أنطونيو زوتي، وتناولت احتمالات اعتبار الأزمة نقطة تحول في النظام العالمي الحالي، ومدى قابليتها لتغيير ملامح هذا النظام، فضلاً عن تناول تأثير هذه الأزمة على الأمن الإقليمي.
وتضمن قسم القضايا الإقليمية دراسة بعنوان “تأثير التعاون والتنافس في منطقة المحيط الهندي على أمن الخليج العربي”، قدمها الدكتور إن جاناردان، وأشار فيها إلى أهم التحديات الأمنية في تلك المنطقة، فضلاً عن تحليل التنافس بين القوى المختلفة فيها، وتأثير ذلك التنافس على أمن الخليج العربي.
القسم الرابع جاء بعنوان “عروض الكتب والتقارير الاستراتيجية والمؤتمرات”، وشكّل حواراً فكرياً حول جائحة كورونا، من خلال ما تضمنه من إصدارات وتقارير وفعاليات حول الجائحة. فكانت البداية عرض لكتاب بعنوان “جنون العالم: التحديات الجيوسياسية العشرة”، لمؤلفه توماس جومار، والذي قدمه الأستاذ باسل أبوسعيد، وتضمن تحليلاً واقعياً لحاضر ومستقبل النظام العالمي الراهن. إلى جانب ذلك، تضمن القسم تحليلاً استراتيجياً لمراكز الدراسات الغربية حول تأثير أزمة كورونا على مجمل العلاقات الدولية، والدور الأمريكي في العالم، قدمته الأستاذة أماني عبد الغني؛ وكذلك رؤى مراكز الدراسات الآسيوية لتأثير كورونا على العلاقات الدولية، من تقديم الأستاذ عدنان موسى؛ وانتهاءً بعرض لفعاليات مركز دراسات حول أزمة كورونا، والتي جاءت ضمن سلسلة “الحوارات الفكرية” التي ينظمها المركز، وقدمها باحثو المركز على اختلاف تخصصاتهم، بلغت في مجملها تسع فعاليات، استُضيف فيها عددٌ من المسؤولين والخبراء والأكاديميين من مملكة البحرين ودول الخليج العربي والعالم، واستهدفت تحليل الأزمة من كافة جوانبها، وتحديداً تداعياتها الحالية والمستقبلية على كافة القطاعات. جديرٌ بالذكر أن كافة تلك الفعاليات متاحة على الموقع الإلكتروني لمركز “دراسات”.