الإسلام الحقيقي يدعو إلى السلام

الرئيسية/ ابحاث/حسب البرنامج / دراسات استراتيجية و دولية /الإسلام الحقيقي يدعو إلى السلام

بعد القتل الوحشي للطيار البطل الملازم الطيار معاذ الكساسبة مطلع هذا العام، فإن موقف الأردن في ساحة المعركة ضد التطرف بشكل عام والوجه البارز للإرهاب اليوم وهو تنظيم داعش هو موقف حازم في المقدمة. وهذا ما أكد عليه الملك عبد الله بن الحسين في خطابه الأخير في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ في العاشر من مارس 2015. وقد أكد الخطاب على أنه على عكس الإيديولوجية الزائفة التي يتبناها الإرهابيون الذين يختبئون زوراً تحت غطاء الإيمان، فإن الإسلام دينٌ محوره السلام وبالتالي فهو يعارض بأقوى طريقة ممكنة الأعمال التي تروج للعنف والدمار والموت. وقد حدد الملك عبد الله خطر داعش والتطرف في البعد الإيماني نازعًا عن الإرهابيين غطاء التظاهر الديني ومعتبرًا أن الحرب على التطرف ”معركة داخل الإسلام“. وهو بذلك يشير إلى ضرورة أن يدافع الأردن وغيره من الدول العربية والإسلامية ليس فقط عن شعبه بل عن عقيدته – وهي عقيدة محبة للسلام لطختها دماء عدد لا يحصى من الضحايا الأبرياء للإرهابيين والمتطرفين الذين يرفعون رايات عقائدية زائفة. وبينما ينكر الملك عبد الله على هؤلاء القتلة غطاء الإيمان، يضع الملك عبد الله نفس الإيمان في قلب المعركة ضد داعش. ويضع ملك الأردن على عاتق الدول الإسلامية المسؤولية الأساسية في التصدي لداعش بالتعاون مع المجتمع الدولي. وفي بيان قوي، قال إن مسلمي العالم هم الهدف الأكبر للإرهابيين، وتعهد بعدم السماح للإرهابيين ”باختطاف عقيدتنا“. وانطلاقاً من الذكريات اليقظة للمعاناة التي لا يمكن تصورها في التاريخ والتي سببها الفكر التوسعي القائم على الكراهية، حرص العاهل الأردني على إخراج الإسلام من إطار المتطرفين. وقد فعل ذلك من خلال تنقية صورة الإسلام كما فعل في العديد من المناسبات السابقة التي خاطب فيها الشعب. وقد سلّط العاهل الأردني الضوء بشكل لافت على جوهر الإسلام كخطوة مضادة ضرورية لمواجهة ما يعتبره ناقوس الخطر من تنامي الإسلاموفوبيا. إن هذا ”السم“ ناجم عن الأفكار الخاطئة التي يصورها عمل المتطرفين. مستشهدًا بالنبي محمد، ينفي الملك عبد الله كل المفاهيم العنيفة عن الإسلام. ”لا يؤمن أحدكم حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه“. وقبل الإجراءات الأمنية وبعدها، هناك حاجة ماسة إلى آليات وقائية مثل تغذية الأيديولوجيات السلمية بين الشباب في كل مكان، ومواجهة تدفق الدعاية المتطرفة من خلال اجتثاث الخصوصية الاجتماعية والاقتصادية التي تغذيها. إن التداعيات العالمية للتطرف تفرض على الجميع أن يكونوا أصحاب مصلحة من أجل السلام. ومن على أحد أهم المنابر العالمية الرئيسية، أظهر العاهل الأردني التعبير عن فلسفة الاحترام المتبادل والشمولية من خلال تأكيده على وحدة المسلمين مع المسيحيين. ولهذا نال تقديرًا عميقًا من الكنيسة الكاثوليكية والطوائف المسيحية الأخرى. وتكتسب نظرة جلالته العميقة للتطرف بوصفه أزمة إيمان أهمية في ظل استمرار الإساءة التي يجلبها الإرهاب للدين الإسلامي. فمن على منبر البرلمان الأوروبي – أحد أعمدة المجتمع الدولي – ومن على منبر البرلمان الأوروبي – أحد أعمدة المجتمع الدولي – أطلق هذا الملك العربي الباحث عن السلام من بلد صغير يعترف بأنه يفوقه عدداً وعتاداً في كثير من الأحيان، نداءً للمعركة؛ ليس بمعنى الحرب العدوانية بل إعادة تثقيف عميق حول أيديولوجية الإسلام لوقف تحريف الإسلام بشكل نهائي. كان ندائه دفاعًا عن العقيدة الإسلامية الأصيلة. لقد تحدث من أجل السلام لنفسه ولكل إنسان يقابله ويحيي السلام عليكم.