استقبل سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات”، وفدا عسكريا رفيع المستوى من كلية الدفاع الوطني الأمريكية (كيبستون)، بحضور نائب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين آيمي كاترونا.
وفي بداية الاجتماع، رحب الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة بالوفد الزائر، مؤكدا أن علاقات تاريخية وشراكة وثيقة، ربطت بين مملكة البحرين والولايات المتحدة، وهناك مرتكزات قوية، ومقومات عديدة، تجمع بين بلدينا، لأكثر من قرن من الزمان.
وخلال الاجتماع، قدم رئيس مجلس أمناء مركز “دراسات” عرضا موجزا عن الشراكة البحرينية – الأمريكية، واستعرض في الجزء الأول من حديثه، الروابط المتينة للعلاقات بين البلدين الصديقين، والتي تستند إلى منظومة متكاملة ومتنامية من التعاون في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية والبحثية وغيرها، معربا عن اعتزاز مملكة البحرين بما يشهده التعاون الثنائي من تطور كبير تدعمه الأهداف والقيم المشتركة، من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار، وتعزيز التنمية والازدهار.
وأشار رئيس مجلس الأمناء، إلى استضافة مملكة البحرين، مركز تسهيلات القيادة المركزية للبحرية الأمريكية والأسطول الخامس، والبحرين أيضا “حليف استراتيجي” خارج عضوية حلف “الناتو” إلى جانب ترحيب ومشاركة المملكة في التحالفات العسكرية الإقليمية والدولية، بهدف مكافحة الإرهاب، وضمان حرية الملاحة والأمن البحري، ومواجهة التدخلات والممارسات التي تتنافي مع قواعد القانون الدولي. مشيدا في هذا الصدد بالدور الفاعل والنبيل لقوة دفاع البحرين، في تعزيز الاستقرار الإقليمي، وحماية مصالح المملكة.
وأوضح الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن اللقاء السامي لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، بمدينة الرياض، مع فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة قادة دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية في مايو 2017، أكد عمق ومتانة علاقات التحالف والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والحرص على الدفع بهذه العلاقات قدما إلى آفاق أرحب، على قاعدة الاحترام المتبادل والتفاهم والمنافع المشتركة. كما جاءت الزيارة المثمرة والناجحة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، إلى واشنطن في نهاية نوفمبر الماضي، والتي شهدت توقيع اتفاقيات تعاون بقيمة 10 مليارات دولار، توطيدا للعلاقات الاقتصادية والاستثمارية المتطورة، خاصة في ظل اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، والتي دخلت حيز التنفيذ عام 2006، وأهمية تنوع واستثمار المزايا النسبية، وريادة المملكة في مجالات الاقتصاد الرقمي الجديد.
وتناول رئيس مجلس الأمناء، في الجزء الثاني من العرض، أبرز الإنجازات والمكتسبات الإصلاحية والتنموية لمملكة البحرين، تحت القيادة الحكيمة لجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المشروع الإصلاحي جاء شاملا ومتكاملا ومتجددا، فالبحرين خلال عقدين من الزمان، قدمت نموذجا حضاريا وإنسانيا رائدا وراقيا، ففي الشهر المقبل تشهد المملكة استحقاقا انتخابيا حرا ونزيها، يؤكد استمرار مسيرة العمل الوطني، ويكرس الممارسة الديمقراطية والمشاركة الشعبية، في ظل دولة القانون والمؤسسات، والفصل بين السلطات.
وعرج رئيس مجلس الأمناء، للحديث عن جهود مملكة البحرين في مكافحة التطرف والإرهاب، انطلاقا من استراتيجية شاملة، فكرا وسلوكا وتمويلا وملاذا، قائلا: لطالما كانت البحرين شريكاً ثابتا وفاعلا في مكافحة الإرهاب، وهي نفسها عانت من الإرهاب الموجه من الخارج. مثمنا في هذا السياق، تصنيف وزارة الخارجية الأمريكية ما يسمى “سرايا الأشتر” الإرهابية الموالية لإيران، وعدد من قياداتها على لائحة الإرهاب.
وأكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن مملكة البحرين تقف في موقع واحد مع الاستراتيجية الأمريكية تجاه ايران، من أجل التصدي لخطر ممارسات نظام الملالي التي تقوض الأمن والاستقرار في عدد من دول المنطقة لاسيما في اليمن وسوريا، ومنع خطر برنامج إيران للصواريخ الباليستية، والتصدى لخطر الجماعات والشبكات الإرهابية، منوها بالجهود الأمريكية الهادفة لدعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وتطرق رئيس مجلس أمناء مركز “دراسات” إلى المكانة الرفيعة والمتقدمة لمملكة البحرين بين دول العالم في مجال التسامح والوسطية، حيث تعد نموذجاً يحتذى به في التعايش السلمي بمفهومه الواسع الذي لا يقتصر على إتاحة الحريات الدينية، وإنما يرتكز على أسس صلبة من إصلاح وتنمية مستدامة وعدالة وتمكين المرأة والشباب وصيانة حقوق الإنسان بلا تمييز، لذلك لم يكن مستغربا أن تتبوأ مملكة البحرين مراتب متقدمة للغاية في مختلف المؤشرات الدولية. كما جاءت البحرين ضمن دول الفئة الأولى (TIER 1) في تقرير وزارة خارجية الولايات المتحدة حول الاتجار بالأشخاص في يونيو الماضي، كأول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تم تكريم السيد أسامة بن عبدالله العبسي، الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص، ضمن عشر شخصيات عالمية في هذا المجال.
وفي ختام الموجز، أبدى الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، استعداد مركز “دراسات” لتعزيز التواصل الفكري والبحثي مع كلية الدفاع الوطني الأمريكية، في سياق اهتمام المركز بالانفتاح وفتح مجالات التعاون مع مراكز الدراسات والمؤسسات الأمريكية والعالمية المرموقة، خاصة أن “دراسات” يعتبر من أهم مراكز البحوث على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
ومن جانبه، تقدم وفد كلية الدفاع الوطني الأمريكية، بالشكر الجزيل للدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز “دراسات” على الإيجاز الوافي حول العلاقات بين البلدين الصديقين، والأهداف المشتركة لدعم الاستقرار في المنطقة ومحاربة الإرهاب، منوهًا بإسهامات مملكة البحرين الفاعلة فى مواجهة هذه التحديات، وبالإنجازات المستمرة والواعدة التي تشهدها المملكة.
وفي نهاية اللقاء، قدم رئيس الوفد الأمريكي الزائر، هدية تذكارية للدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، متطلعاً للمزيد من اللقاءات البناءة بين الجانبين.