التاريخ: 5 أكتوبر 2020
تُوِّجَت أولى الخطوات الرئيسية لتقييم الأثر الاجتماعي-الاقتصادي على الواقع الوطني لجائحة كوفيد-19 بتقرير مشترك من إعداد مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات” وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP في مملكة البحرين، حيث ناقشت ندوة مرئية نظمها الطرفان مؤخراً نتائج هذا التقرير.
جمعت الندوة كلاًّ من السيد ستيفانو بتيناتو، الممثل المقيم لـUNDP البحرين، الذي أدار النقاش، والدكتور عمر العبيدلي، مدير البحوث في مركز “دراسات”، وسعادة السفير محمد نظر الإسلام، سفير جمهورية بنغلاديش لدى مملكة البحرين، ونائب السفير البريطاني السيد ستيوارت سامرز، والأستاذة رابعة قريشي، مستشارة الشؤون السياسية والاقتصادية بسفارة الولايات المتحدة في المملكة.
من جانبه، قدم السيد ستيفانو بتيناتو شرحاً حول انضواء هذا الجهد تحت أنشطة البرنامج الأممي لجمع البيانات لتقارير تقييم الأثر الاجتماعي-الاقتصادي (تقارير SEIA) في 117 دولة في خمس مناطق، مبيّناً أن هذه التقارير ذات خصوصية وطنية لكل دولة، وترفد الجهود الدولية للتعافي من آثار الجائحة. وأوضح أن الدراسة اعتمدت إطار عمل تحليلي ملائم للتحديات الخاصة بكل قطاع اجتماعي واقتصادي.
بدوره، تحدث الدكتور عمر العبيدلي عن الدراسة الخاصة بالتقرير، حيث ساهمت إدارة استطلاعات الرأي في مركز “دراسات” في الوصول إلى عينة الدراسة – إما بصورة مباشرة أو من خلال البرنامج الإنمائي وتعاون السفارات المعنية – التي بلغت 3000 شخص شاركوا في ثلاث استبيانات للرأي. شارك في المسح الذي جرى في مملكة البحرين 700 مواطن بحريني و300 من مواطني بنغلاديش المقيمين، بينما شارك ألف شخص من سكان المملكة المتحدة ومثلهم من الولايات المتحدة، وعكست الاستبيانات الثلاثة الوضع الوطني في الدول الثلاث بشكلٍ كامل أو شبه كامل.
تميزت البيانات التي تم جمعها بالقيمة العلمية العالية والقدرة على إثراء عمل صنّاع السياسات، كما جاءت مكمّلة للبيانات التي جمعتها سابقاً غرفة تجارة وصناعة البحرين وهيئة تنظيم سوق العمل. وطرح الاستبيان على أفراد العيّنة أسئلة عن التوظيف، والتحديات التي سببتها الجائحة، والتحديات المالية، والدعم المطلوب، والوقت المستهلك في مهام خارج العمل. شملت العيّنة مواطنين بحرينيين، ومقيمين من بنجلاديش – بصفتهم أعضاء في أكبر جالية مغتربة من حيث العدد والمساهمة الاقتصادية في سوق العمل المحلية، مع عيّنات من المملكة المتحدة والولايات المتحدة لأغراض معيارية.
بدورها، أعربت الأستاذة رابعة قريشي عن دعم الولايات المتحدة لجهود مملكة البحرين في احتواء الجائحة والتخفيف من آثارها، وقالت أن السفارة الأمريكية في المنامة ساهمت في هذا الجهد كجزءٍ من عدة مبادرات تعتزم إطلاقها قريباً.
كما تحدث سعادة السفير نظر الإسلام عن تجربته باستلام مهام عمله والوصول إلى المملكة منتصف شهر مارس الماضي في ذروة انتشار الجائحة، الأمر الذي شكل تحدياً فورياً. وذكر سفير جمهورية بنغلاديش أن تدابير احتواء الجائحة التي طبقتها مملكة البحرين ممتازة، وأن العفو الذي أعلنته هيئة تنظيم سوق العمل لتصحيح أوضاع 40 ألفاً من العمالة غير النظامية شكّل خطوة أساسية في تشجيع تبنّي المجتمع المحلي المصغر لرعايا بنغلاديش للتدابير الصحية الاحترازية. وأضاف مؤكداً أن السفارة عملت مع حكومتي البحرين وبنغلاديش في التأسيس للدعم طويل الأمد، ومواصلة التوعية حول الصحة والنظافة الشخصية والسلامة.
إلى ذلك، قال السيد ستيوارت سامرز، نائب السفير البريطاني، أن الوقت قد مضى في المعاينة واتخاذ القرار حول كيفية موازنة الأولويات الصحية والاقتصادية، واصفاً الفحوصات بأنها العامل المغيّر لمسار الجائحة بمساهمتها في تحليل الاستراتيجيات وابتكار الحلول المتقدمة، في الوقت الذي يجري فيه البحث العلمي على اللقاح، الذي وصفه بالعامل المُنهي للجائحة. وذكر السيد سامرز أن مملكة البحرين نجحت في التحليل الاستراتيجي لبلوغ الحلول الناجعة. وقال أن المملكة المتحدة استثمرت مع منظمة الصحة العالمية في أبحاث اللقاح، إلى جانب عملها في تحديد ومعالجة جوانب الضعف في المجتمع. وأضاف أن الجائحة تسببت في فقدان الشباب لوظائفهم، وغيرت من طبيعة العمل، وسرّعت الجهود لإيجاد الاستراتيجيات.