خلال حضورها للمرة الأولى قمة دول مجلس التعاون السابعة والثلاثين التي عقدت في المنامة في ديسمبر 2016 كأول رئيسة وزراء بريطانية تشارك في إحدى قمم المجلس، قالت تيريزا ماي :«رخاؤكم هو رخاؤنا تمامًا مثلما أن أمن الخليج هو أمننا»، وأضافت: «إنني مفتوحة العينين حيال التهديد الذي تمثله إيران للخليج والشرق الأوسط على نطاق واسع»، وقالت: «نريد شراكة حقيقية مع دول الخليج»، وواقع الأمر أن تلك الكلمات لم تأت من فراغ، فعلى الرغم من الانسحاب البريطاني من الخليج نهاية عام 1970، فلم تكن بريطانيا ببعيدة عن مجريات الأحداث في المنطقة، إذ كانت داعمًا رئيسيًا للولايات المتحدة الأمريكية خلال الأزمات التي شهدتها المنطقة ومنها ما عرف «بحرب الناقلات» التي استهدفت فيها إيران ناقلات النفط الخليجية خلال الحرب العراقية- الإيرانية، الأمر الذي حدا بالدول الغربية الكبرى، ومن بينها بريطانيا إلى حماية تلك الناقلات، فضلاً عن مشاركة بريطانيا في التحالف الدولي لتحرير دولة الكويت عام 1991. ناهيك عن اهتمام بريطانيا بتطورات الأمن الإقليمي في الوقت الراهن ومنها إرسال بريطانيا مدمرة بريطانية بالقرب من السواحل اليمنية في نوفمبر2016، وذلك في أعقاب تصعيد المليشيات الحوثية من هجماتها وبدء استهداف الأمن البحري، حيث كانت تلك المدمرة مزودة بأحدث التكنولوجيا الحربية العالمية ويصاحبها 190 بحارًا مدربًا ومؤهلاً للتعامل مع أي مستجدات عسكرية بما في ذلك المهام الإغاثية والعمليات الملاحية المضادة لتهديدات القرصنة.

اقرأ المزيد