الخليج العربي هو منطقة تشهد تنافسا شديدا نظرا لموقعه الاستراتيجي والثروة الوفيرة والموارد الطبيعية، والقوى الإقليمية والعالمية على حد سواء تتنافس وتتصارع على الدوام سعيا لحماية مصالحها وتوسيع نفوذها حسب طموحاتها.

في أعقاب أحداث 9/11، تم استبدال التوازن الأمني القائم بالتوتر وعدم الاستقرار، وقد أدى الركود الاقتصادي العالمي والأحداث والاضطرابات التي مرت بها عدد من الدول العربية في عام 2011 إلى زيادة الضغط واحتدام التنافس.

كنتيجة لتلك التنافسات والتجاذبات الإقليمية والدولية ولعوامل تاريخية وجغرافية أصبحت مملكة البحرين ودول خليجية أخرى هدفا لتدخلات خارجية تحركها أطماع ومصالح معينة.

لم يعد الأمر يعتمد كالسابق على أدوات تقليدية بل بات الصراع والتنافس اليوم يستخدم أدوات معقدة تحركها جهات مختلفة وأطراف توصف بأنها “غير حكومية” أو خارج نطاق الدول ذات تأثير وتشمل أيضاً المتطرفين الدينيين والمنظمات الدولية والمجتمع المدني ووسائل إعلامية.

تواجه دول الخليج العربي مهددات مختلفة، فعلى الضفة الأخرى من الخليج تمارس إيران تدخلات متعددة في شؤون دول خليجية عبر شبكة إعلامية وجهات فاعلة “غير حكومية”، وهي على شفا تعزيز قدراتها العسكرية النووية. وقد امتد سعي إيران لفرض هيمنتها الإقليمية على التكيف مع الردود الاستراتيجية للولايات المتحدة. والتحديات التي تلت ذلك أجبرت دول مجلس التعاون الخليجي على وضع سياسات جديدة تحافظ على التوازن بين إجراء الإصلاح والحفاظ على الأمن. وتحتاج حالة التقلب المستمر التي تعيشها المنطقة إلى مناقشة الخبراء في هذه القضايا بالتحديد.