على الرغم من أن التحولات العربية التي تشهدها العديد من الدول العربية منذ عام 2011 وحتى الآن كان لها تأثير واضح على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدرجات متفاوتة فإن ذلك التأثير قد بلغ مداه في مملكة البحرين انطلاقاً من اعتبارات أربعة، الأول :يرتبط بطبيعة الدولة ذاتها وكغيرها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعد البحرين دولة صغيرة تقع ضمن إقليم يعاني من اضطراب مزمن الأمر الذي كان له انعكاس على العديد من سياستها على المستويين الداخلي والخارجي، والثاني: تدخلات بعض الأطراف الإقليمية في شؤون البحرين والتي لم تكن التحولات العربية منشأة بل كاشفة لها، وبمعنى أكثر وضوحاً أن الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين عام 2011 لا يمكن تصنيفها ضمن “الربيع العربي “لعدم وجود الأسباب التي أدت لتلك التحولات في الدول العربية وبخاصة الاقتصادية منها، وإنما انطلق ذلك التحول من أبعاد طائفية وهو ما أشارت إليه صراحة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في مذاكرتها بعنوان “خيارات صعبة بالقول ” أن الوضع في البحرين كان حالة خاصة معقدة نهجت طريق الطائفية خلال أحداث ما يسمى بـ “الربيع العربي”