كانت-ولاتزال-العلاقات الخليجية الإيرانية من أكثر القضايا إثارة للجدل ،ذلك الجدل الذي ازدادت حدته في أعقاب توقيع إيران الاتفاق النووي مع الدول الغربية في الرابع عشر من يوليو عام 2015 ذلك الاتفاق وإن كان قد أغلق الملف النووي- بشكل نسبي ومؤقت- إلا أنه لم ينه القلق الخليجي بشأن السياسات الإيرانية الحالية والمستقبلية ليس فقط تجاه دول مجلس التعاون ولكن تجاه دول الجوار الإقليمي عموماً وخاصة أن السياسات الإقليمية لإيران قد أضحت أكثر تدخلاً عما ذي قبل، وهو ما أكدته الاعتداءات الإيرانية في يناير 2016 على مقرات البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران والقنصلية في مشهد احتجاجاً على صدور أحكام قضائية في المملكة العربية السعودية بحق أفراد بتهم ترتبط بالإرهاب – وهو شأن داخلي محض- تلك السياسات التي تؤكد يوماً تلو الآخر أن دول مجلس التعاون لا تواجه سياسات دولة وإنما تواجه مخاطر”مشروع إيران الإقليمي” والذي يستهدف أن تكون إيران هي القائد المهمين بغض النظر عما إذا كان يمثل تهديداً لجيرانها من ناحية أو لا يتسق مع مبادئ العلاقات الدولية وأهمها حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى من ناحية أخرى وهما من المبادئ التي تأسست عليهما المنظمات الإقليمية والدولية ومثلت ركيزة أساسية لحماية سيادة الدول واستقلالها.

وانطلاقاً مما سبق تستهدف هذه الدراسة الإجابة عن أربعة تساؤلات وهي:

1- ما هي ملامح المشروع الإقليمي لإيران؟
2- ما هو تأثير توقيع الاتفاق النووي على السياسات الإقليمية لإيران من حيث المضامين والتوجهات؟
3- هل تعد الاعتداءات الإيرانية على المقرات الدبلوماسية السعودية في إيران منشأة أم كاشفة لتوتر العلاقات السعودية-الإيرانية، وبماذا يمكن تفسير السياسات الإيرانية؟
4- ما هي الاستراتيجية الخليجية المقترحة لمواجهة السياسات الإيرانية حالياً ومستقبلاً؟