أضحى الذكاء الاصطناعي أحد أهم معايير قوة الدول في المجال العسكري، وذلك في ظل التطورات الهائلة والمُتسارعة في هذا المجال. وتتضمن هذه الدراسة “استراتيجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الدفاع”، التي أعدتها الدكتورة كلوي برجر، أستاذ مُساعد في كلية الدفاع الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، تحليلًا لتجربة الناتو في توظيف هذه التقنية عسكريًا، حيث نشر الحلف لأول مرةٍ استراتيجيةٍ للذكاء الاصطناعي في أكتوبر 2021م.
وتضمنت الاستراتيجية أربعة أهدافٍ أساسيةٍ للحلف يسعى لتحقيقها، أولها: أن يكون الناتو المُنظمة الرائدة لثورة الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، وثانيها: توظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق درجة عالية من التشغيل البيني لقوات الحلف، وثالثها: الحفاظ على قدرة الحلف على المُساهمة في التطور التكنولوجي للذكاء الاصطناعي، ورابعها: تعزيز الحلفاء دفاعاتهم الإلكترونية للتصدي لمحاولات استغلال الثغرات داخل تقنيات الحلف.
وتتناول هذه الدراسة أيضًا تحليلًا لجهود الحلف لتحقيق تلك الأهداف، وما رتبته من نتائج مهمة، فضلًا عن التحديات التي تواجه الحلف، ومنها التطور المُذهل لتلك التقنيات وخاصةً الأسلحة ذاتية التشغيل، بالإضافة إلى عدم وجود إطارٍ عالميٍ يُحدد استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، مما يجعلها مجالًا للتنافس.