ازداد الحديث عن أمن الممرات البحرية خلال السنوات الأخيرة وذلك في ظل المواجهات الضارية مع الجماعات الإرهابية في البر الأمر الذي دفعها لاستهداف ممرات بحرية تمثل الشرايين الرئيسية لحركة التجارة العالمية، إذ يمر ما يقرب من ثلثي إنتاج النفط في العالم و90% من التجارة العالمية عبر المضائق ومنها مضيق باب المندب، فعلى الرغم من كونه أحد ستة ممرات حيوية في العالم فإن تعطيل الملاحة في ذلك المضيق يعني بشكل مباشر توقف العمل في ممرات أخرى ومنها قناة السويس، وفي الوقت ذاته فإن أهمية المضيق تكمن في بقاء مضيق هرمز وقناة السويس متاحتين للملاحة دون أي معوقات، أي أن العلاقة بين الممرات الثلاثة يحكمها الاعتماد المتبادل، وفي الوقت الذي تزداد فيه حركة التجارة العالمية عبر البحار فإن ذلك يتزامن مع زيادة الإرهاب البحري على نحو ملحوظ، ويثير ذلك تساؤلات أربعة :
الأول: ما هي الأهمية التجارية والاستراتيجية والوضع القانوني لمضيق باب المندب؟
والثاني ما هي أبرز التهديدات التي تواجه حركة الملاحة في المضيق؟
والثالث: ما هي آليات تأمين الملاحة في مضيق باب المندب؟
والرابع: هل هناك مقترحات أمنية من شأنها تحقيق الترابط الاستراتيجي بين أمن الخليج العربي وأمن الدول الإفريقية؟